وترى أمنية طلال 24 سنة صحفية تحت التدريب أن فكرة الحب الأول فكرة وهمية، وأن الشباب يتوهمون هذا الحب. وهى لا ترى أى فرق بين الحب الأول أو الثانى أو الثالث. والناس أصبحت تنسى المشاعر وتعود لتحب من جديد. وأعتقد أن فكرة الحب الأول تسيطر فقط على الشباب فى مرحلة المراهقة. وعندما تمر مرحلة المراهقة يصبح الشاب أو الفتاة أكثر عقلانية. وعندما يخرج الشاب أو الفتاة من هذه المرحلة يتخلصان من هذا الوهم. وبالنسبة لى أنا أعتقد أن هناك خللا فى المفاهيم بمعنى أن أى مشاعر بداخلنا كشباب نفسرها على أنها حب، دون أن نتاكد من حقيقة مشاعرنا أو أن نتأكد من أن الشخص الذى نحبه مناسب لنا فعلا. وهذه هى المشكلة التى تجعل من الحب الأول مسيطرا على مشاعرنا. والعيب فى مجتمعاتنا أن معظم الشباب يفسرون الاعجاب على أنه حب بينما هو فى حقيقة الأمر يمكن ان يكون مجرد إعجاب عابر. وكلما ارتقينا لمرحلة عمرية أخرى يزول هذا الاعجاب. كما أن طبيعة نشأتنا كشرقيين فى مجتمعات تفصل بين الولد والبنت تجعلنا عرضة للأوهام. ونحن بحاجة إلى تغيير المفاهيم البالية ومن الضرورى أن تكون هناك تنشئة سليمة تشجع على الاختلاط حتى يصبح أمرا طبيعيا. وبعدها لن تكون هناك أى مشكلة بدون الولد والبنت. وغالبا تبدأ المشكلة فى مجتمعاتنا مع المرحلة الجامعية باعتبارها أولى مراحل الاختلاط. وهنا يرى الولد مجموعة من البنات للمرة الأولى، والبنت تشاهد مجموعة من الأولاد للمرة الأولى. وهنا تبدأ عمليات اللخبطة فى المفاهيم، ومع قلة الخبرة وصغر السن يعتقد الطرفان أان هذا حب ويصطدمان فيما بعد بالواقع. وتكمل قائلة.. الحب فى حياتنا لم يعد كحب زمان. الحب فى زماننا أصبح تيك اواى. ومن النادر أن نجد من يحب حبا حقيقا أو يخلص فى مشاعره سواء كان ولدا أو بنتا.
ومثلا لدى نماذج واقعية من الحياة. فهناك صديق لى أكبر منى بسنة تقريبا. كنا أصدقاء أثناء فترة الدراسة الجامعية. ولم يكن يمر أسبوع أو أسبوعان إلا ويحكى لى قصة حب حقيقية من وجهة نظره. وبعد فترة تتغير مشاعره ويتعرف على بنت غيرها، ويحكى لى مأساته ومشاعره. ورغم أنه انسان ناجح فى حياته المهنية إلا أننى أرى أنه غير ناضج فى حياته العاطفية. وهناك قصة أخرى عن إحدى صديقاتى من أيام الجامعة أيضا. وكانت إنسانة صادقة مع نفسها ورومانسية وكانت تحب أحد زملائنا حبا حقيقيا، ولكنه من النوع الذى يحب التغيير، وكل فترة نجده مع فتاة مختلفة. ورغما أنه صارحها بأنه لا يحبها إلا أنها ظلت 3 سنوات تدافع عن حبها، واستمرت فى حبه. ولكنها انتهت إلى الفشل. ولم تفق من وهم ذلك الحب إلا بعد تخرجها وبعد أن أدركت أنه لا فائدة من ذلك الحب.