موضوع فلم «10 الاف سنة قبل

	اذا كنت من متابعي الأفلام المبهرة التي تقدم لك بعض المشاهد الساحرة التي تتداخل فيها الخرافة مع المؤثرات الخاصة التي تجعلك غارقا حتى اذنيك في سحر الصورة السينمائية المصنوعة بإتقان بفعل المؤثرات البصرية والصوتية فانك حتما ستعجب بفيلم رونالد امرتش الجديد «10 الاف سنة قبل الميلاد» لكن اذا أمعنت النظر وحاولت ان تمنطق الحكاية والشخوص فمن المؤكد انك ستصاب بخيبة امل شديدة لانك ضيعت وقتك الثمين وربما غير الثمين في مشاهدة فيلم يقدم لك الكثير وربما لايقدم لك شيئا على الاطلاق! الحكاية تقول إنه في سالف العصر والأوان قبل ان يبدأ التاريخ كان هناك صياد يدعى ديليه (ستيفن سترايت) في حالة غرام بفتاة جميلة تدعى ايفوليت (كاميلا بيل) لكن حياة ديليه تنقلب رأسا على عقب عندما تقوم عصابة مجهولة من ارض مجهولة بالإغارة على قريته التي تعيش على صيد المانك او «الماموث» وخطف ايفوليت. يقود ديليه اثنين من أصدقائه لمطاردة العصابة لانقاذ حبيبته وتقود المطاردة ديليه وأصدقاءه الى حضارات بعيدة وفي الطريق يتم تجنيد الأعوان من القبائل الأخرى وتدريجيا تتحول المجموعة الصغيرة الى جيش جرار يضع نصب عينيه الانتقام من العصابة التي نكتشف لاحقا انها تتاجر في العبيد لحساب ملك غير معروف الأصل يقوم بتسخير هؤلاء العبيد لبناء أهرامات تشبه الى حد كبير الأهرامات المصرية. خلال الطريق يتعرض البطل الى هجوم مخلوقات مفترسة من عصور ماقبل التاريخ تشبة الديناصورات وإضافة الى «سن الرمح» وهو حيان يشبه النور الى حد كبير. وفي المعركة الفاصلة ستكون هناك مواجهة كبيرة بين الجيوش الزاحفة والملك السيد الذي يقدس مثل الآلهة، وفي النهاية الفيلم يهزم الطغاة ويتم انقاذ فيوليت التي تقتل على يد احد افراد العصابة لكنها سرعان ماتعود إلى الحياة بفعل تبريكات ساحرة تقيم في الوطن الام. وفي النهاية ينتصر الحب ويعود ديلية ومعه حبيبته ايفوليت دون ان تمس له شعرة بعد رحلة شاقة ومضنية ومهلكة. تضحية ومغالطات الفيلم «السيناريو» لا يقدم اي تفسيرات مقنعة ولا اجابات شافية عن الكثير من الأسئلة التي قد يسألها المشاهد. مثلا لماذا يختلف شكل الماموث الذي جاء في الفيلم عن الشكل المعروف لحيوان الماموث المنقرض الذي كان يعيش في أوروبا الوسطى قبل مليون سنة واستمر إلى الألف الثامنة قبل الميلاد عندما بدأ بالانقراض؟ ولماذا لم يوضح لنا السيناريو أبعاد وتفاصيل قصة الحب التي نشأت بين ديليه وايفوليت. كل ماشاهدناه هو إعجاب الطفل ديلية بالطفلة ايفوليت منذ الصغر ثم الانتقال فجأة الى مرحلة الشباب دون تعميق للحكاية حتى نستطيع ان نتقبل التضحية الكبيرة والرحلة الطويلة الشاقة التي قام بها ديليه لانقاذ ايفوليت من الأسر. وخلال تلك الرحلة الطويلة انتقلنا من القطب الشمالي الى صحراء جرداء ثم الى منطقة مزروعة مكسوة بالنباتات والأشجار ثم انتقلنا مرة ثانية الى صحراء جرداء وكأننا في الربع الخالي ثم انتقلنا إلى منطقة تبنى فيها الأهرامات ولم يعتم السيناريو أبدا بتوضيح معالم اي منطقة يمر بها ديليه وأصحابه. ولم يوضح لنا السيناريو اي أهرامات تلك التي يتم بناؤها ومن هم أصحاب تلك الحضارة هل هم الفراعنة وهنا ستكون هناك مغالطة تاريخية لان الأهرامات لايعود بناؤها الى عشرة الاف سنة قبل التاريخ وانما يعود الى الفترة من 2630 قبل الميلاد وحتى سنة 1530 قبل الميلاد وقد تقول ان هناك أهرامات أخرى غير الأهرامات المصرية وهذا صحيح فهناك أهرامات في المكسيك وأميركا الجنوبية لكن أقدم هذه الاهرامات هو هرم زوسر الذي بني عام 2800 قبل الميلاد. ويعني ذلك ان هناك تشويه في الحقائق التاريخية الا اذا كان كاتب السيناريو أراد ان يخلط الأوراق وان يشوه حقائق التاريخ من خلال إلقاء الوحل على حضارة الفراعنة باعتبار ان بناة الأهرام القدماء كانوا أصحاب حضارة تقوم على السخرة واستعباد الشعوب الأخرى من خلال خطف العمال من اقاصي الأرض لتشغيلهم في بناء الأهرام ويبدو ان الأمر كذلك لان شكل الأهرامات الموجود في الفيلم بعيد تماما عن الأشكال التي بنيت على هيئتها أهرامات المكسيك وأميركا الجنوبية. خلط الأزمنة وغير ذلك فان إدخال الديناصورات التي هاجمت ديليه وأصحابه أثناء رحلتهم لتخليص ايفوليت هو نوع من ادخال الاثارة دون اي ارباط أيضا بحقائق التاريخ لان الديناصورات عرفت على وجه الأرض منذ 160 مليون سنة وآخر الديناصورات التي ظهرت على سطح الأرض اختفت في نهاية العصر الكريتاسي اي قبل 65 مليون سنة. غير كل تلك «الخرابيط» التاريخية التي اعتمد عليها السيناريو والتي خلطت كل الأزمنة في زمن واحد فان السيناريو قام برسم الشخصيات بطريقة سطحية تخلو من العمق فجاءت الشخصيات بطريقة كارتونية وكأنها تتحرك في فراغ دون ارتباط حقيقي بالمكان. خيال جامح في الفيلم «الفن» يمكن القول ان البطل الحقيقي هو المؤثرات الخاصة التي قدمت لنا قدرا كبيرا من الابهار البصري والصوتي الذي تجلى في مطاردة الصيادين لحيان الماموث وفي مشاهد بناء الأهرامات والمواجهة بين العبيد والأسياد وفي مطاردة الديناصورات للبطل وأصحابه لكن هل يكفي ذلك لتقديم فيلم يمكن إدراجه ضمن قائمة الأفلام التي ترغب في تقديم تسلية مفيدة أو حتى مجرد مشاهد ممتعة. الإجابة هي ان الأفلام لكي تصبح أفلاما لايكفي ان نضعها في أشكال أسطورية ساحرة وإنما من المهم أيضا ان تكون الحكايات متماسكة وقريبة من فهمنا وبعيدة عن الإغراق في الخيال الجامع لمجرد رغبة في صنع اثارة سرعان ماتنتهي بمجرد الانتهاء من مشاهدة الفيلم

مشكووووووووووووووووووور

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع

» موضوع عن الحب
» بلقاس الماضى والحاضر
» موضوع جميل عـن الـحــب
» تغير التوقيع المساهمة برد او انشاء موضوع جديد بالمنتدي
» سألت عجوز اً عن الحب فقالت موضوع فى غايه الاهميه