القاهرة: أيمن حامد
أصدر المركز
القومي للترجمة أول أمس الترجمة العربية للكتاب الفرنسي «أم كلثوم كوكب الشرق»
للباحثة، إيزابيل صياح يوديس، وفيه مقدمتان للرئيس المصري، حسني مبارك، والنجم
السينمائي العالمي، عمر الشريف.
وكانت النسخة الفرنسية للكتاب، والتي نشرها معهد العالم العربي في باريس قبل عدة
أعوام، قد حملت كلمة للرئيس مبارك في مقدمة الكتاب، لدعم جهود المعهد، أشاد فيها
بفن أم كلثوم وإبداعها، وقال فيها «إن هذا الكتاب يؤكد أن ظاهرة أم كلثوم ما زالت
لها هامة مهيبة ترتفع عالية في العالم العربي، فذكراها باقية في كل مكان، وما زال
شدوها يعبر عن أعمق الأحاسيس الإنسانية». وأضاف الرئيس مبارك في مقدمته أن «أم
كلثوم استطاعت بفنها أن تصعد إلى القمة، وان تتربع في قلوب الناس وذاكرتهم وتفتح
بذلك أمامها أبواب الخلود». وقال مبارك إن «غياب أم كلثوم عن عالمنا لم يكن غير
مرحلة أولى من سلسلة استقرارها في ضمير البشر، وان إبداعها بمثابة تجديد لإبداع
الفنان المصري عبر العصور». وكان الفنان عمر الشريف قد كتب مقدمة للكتاب في طبعته
الأولى الفرنسية التي صدرت عام 1998، قال فيها «إن أم كلثوم تعود مع طلعة كل شمس
إلى الحياة في أفئدة الملايين، فبدون صوتها تبهت الأيام في الشرق وتشحب ألوانها».
وقامت بترجمة الكتاب من الفرنسية إلى العربية، صونيا محمود نجا، وقام بتحريره
الشاعر احمد عنتر الذي كان أول من تولى إدارة متحف أم كلثوم الذي أسسته وزارة
الثقافة في قصر المانسترلي قبل أعوام.
وقال مدير إعلام المركز القومي للترجمة، سيد محمود، لـ«الشرق الأوسط» إن الكتاب
ينظر لأم كلثوم باعتبارها نموذجا للتحرر الوطني في النصف الأول من القرن العشرين.
وأنه (الكتاب) جاء على نحو سردي روائي شائق أكثر منه كتاب معلومات عن الفنانة
الراحلة. وأوضح محمود أن المحرر بذل جهدا لافتا في تصحيح بعض الأخطاء التي وقعت
فيها المؤلفة في التواريخ وبعض الأسماء نظراً لاعتمادها على مصادر فرنسية ثانوية
وأرشيف بعض الصحف.
من جهتها، قالت المؤلفة يوديس إن «أم كلثوم ناضلت وصولا إلى حرية النساء وحرية
بلادها؛ فالحريتان متوازيتان تغني كل منهما الأخرى».
ويعرض الكتاب لسيرة سيدة الغناء العربي وقصة صعودها إلى قمة الشهرة والنجاح منذ
أن بدأت الغناء مطلع القرن الماضي وحتى وفاتها عام 1975.
وكانت المؤلفة قد عالجت في كتابها جوانب التحولات الاجتماعية والسياسية التي
رافقت مسيرة أم كلثوم، وتوقفت أمام علاقتها بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدة
أن «أم كلثوم شاركته إيمانه بالوحدة العربية، كما جعلت من نفسها جنديا مغنيا سنوات
حرب الاستنزاف، لتملأ خزينة الدولة التي استنزفتها الحرب مع إسرائيل». كذلك أكدت
يوديس في كتابها على «الحس التقدمي الذي امتلكته أم كلثوم في أدائها الغنائي
ورهانها الدائم على التجديد وانفتاحها الدائم على التقنيات الجديدة والمؤثرات
الأجنبية بدون أن تتنكر لما نشأت عليه وتعتقده». وقالت إن «كل فناني الرأي والوورد
ميوزك العرب يمزجون في نغماتهم الشرقية بالغرب ويذكرونها دائما كمرجع لهم».
وتضمن الكتاب الصادر في 300 صفحة من القطع الكبير ملاحق لأغنيات كوكب الشرق
وأسماء المؤلفين والملحنين الذين عملوا معها. وقصيدة الشاعر أحمد رامي التي رثى
فيها أم كلثوم. وكانت آخر ما كتبت يداه بعدما أصابته وفاتها بالاكتئاب، فضلا عن
ألبوم يضم صوراً نادرة لمراحل حياتها المختلفة. وكان المركز القومي للترجمة قد قام
بترجمة كتاب آخر عن أم كلثوم صدر عام 2004 بعنوان «أم كلثوم صوت مصر» للكاتبة
الانجليزية فرجينيا ويلسون كانت الجامعة الأميركية بالقاهرة قد نشرته باللغة
الانجليزية
منتدي اوفي حب