التعريف بهوُلِدَ تايسون عام 1966م في الثلاثين من شهر يونيو. عاش
تايسون حياة قاسية منذ طفولته، فهو ابن إحدى الأسر الزنجية، ترك
والده المنزل وهو لا يزال طفلاً، وقد ساعدته عضلاته كثيرًا في أن يصبح
متميزًا بين أقرانه، وكان يضرب كل من يخالفه حتى إن إدارة مدرسته اضطرت إلى
فصله نهائيًّا؛ خوفًا من خطورته الكبيرة على بقية التلاميذ، وتمَّ إيداعه
إحدى دور رعاية الأحداث.
وفي هذه الدار لفت (تايسون) بعضلاته الضخمة وتكوينه القوي
نظر أحد مدربي الملاكمة فتولاه بالرعاية، وتنبَّأ له بمستقبل كبير في دنيا
الملاكمة، وهذا ما حدث بالفعل عندما احترف (تايسون) الملاكمة.
وبدأت شهرته عندما أحرز بطولة العالم للوزن الثقيل عام
1985م، لتتوالى انتصاراته بعد ذلك التاريخ؛ حيث استطاع تايسون أن يمتلك
سجلاً غنيًّا يضم 50 فوزًا، منها 44 بالضربة القاضية، إضافةً إلى مباراتين
لم تُحسَما، محققًا 37 فوزًا متتاليًا منذ إحراز بطولة العالم 1985م، وحتى
عام 1990م.
إسلامهساعد تايسون في التفكير الجدي في اعتناق الإسلام تمضيةُ
ثلاث سنوات في السجن، أي نصف مدة العقوبة التي حُوكم بها وهي ست
سنوات في سجن إنديانا للشباب؛ حيث وجد في خلوة السجن فرصة سانحة في مراجعة
مسار حياته داخل حلبة الملاكمة وخارجها، فصمم بعد دراسته للإسلام على أن
هذا الدين هو الذي سيساعده على تجاوز كل مشكلاته في الحياة.
اختار مايك تايسون بعد اعتناقه الإسلام اسمًا جديدًا لنفسه،
وهو مالك عبد العزيز، باعتبار أن اسم مالك هو الاسم الإسلامي المقابل لاسم
مايك، ورغم نجاحه في تغيير دينه، إلا أنه لم ينجح في تغيير اسمه؛ إذ ظلَّت
وسائل الإعلام المختلفة تناديه بمايك تايسون؛ حيث كان إسلام تايسون
بالنسبة لوسائل الإعلام الأميركية المختلفة له نفس صدى إسلام محمد علي كلاي
في الستينيات.
ومن وقتها لاحظ كثيرون كيف أصبح تايسون حنونًا وأكثر
تواضعًا واحترامًا بعد اعتناقه الإسلام، فقد أخذ على نفسه عهدًا بالحفاظ
على الصلوات الخمس، والالتزام بأوامر الله ونواهيه؛ ليكون مسلمًا
صادقًا في إيمانه، ومخلصًا في إسلامه ومطيعًا لربه، راجيًا رضاه ومغفرته
[1].
يقول (تايسون): "لقد قضى السجن على غروري، ومنحني
الفرصة للتعرف على الإسلام، وإدراك تعاليمه السمحة التي كشفت لي عن حياة
أخرى لها مذاق مختلف. وقد أمدني الإسلام بقدرة فائقة على الصبر، وعلمني أن
أشكر الله حتى على الكوارث".
ويضيف: "لم أكن أقبل أن أسلم بدون اقتناع؛ ولهذا كنت
مترددًا في بداية الأمر حتى درست القرآن الكريم، ووجدت فيه إجابات على كل
الأسئلة عن الحياة والموت، وأشد ما أقنعني في القرآن أنه يحترم اليهودية
والمسيحية في الوقت الذي ينكر فيه اليهود المسيح، والمسيحيون ينكرون
الإسلام، وكان إسلامي بعد هذا الاقتناع أكثر قوة فيما لو أسلمت دون دراسة
أو وعي".
وعمّا أضافه الإسلام له، يقول (تايسون): "كوني مسلمًا
لا يعني أنني أصبحت ملاكًا، لكن ذلك سوف يجعلني شخصًا أفضل، أبتعد بنفسي عن
الرذائل". وقد خرج تايسون من السجن ليعيش حياة إسلامية هادئة وسط أسرته
التي أسلمت جميعًا، وكان أول ما فعله تايسون عقب خروجه من السجن أن توجه
إلى أحد المساجد بصحبة أستاذه (محمد علي كلاي) ولاعب كرة السلة السابق كريم
عبد الجبار اللذين كانا في استقباله؛ وذلك لأداء صلاة الشكر لله أن منَّ
عليه بنعمة الإسلام
[2].